هيومن رايتس ووتش
منذ اندلاع الانتفاضة السورية في 2011 مات كثيرون في مراكز الاعتقال الخاضعة لإدارة المخابرات السورية سيئة السمعة. في 2012، حددت “هيومن رايتس ووتش” مواقع 27 من مراكز الاعتقال هذه في جميع أنحاء البلاد، الكثير منها في العاصمة دمشق. تواترت شهادات عديدة من المعتقلين المفرج عنهم والمنشقين عن تفشي الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والتعذيب وموت المعتقلين بأعداد كبيرة في سوريا. لكن يبقى نطاق التعذيب وعدد الوفيات في المعتقلات غير معلومين.
في يناير/كانون الثاني 2014، راجت أنباء عن مغادرة منشق لسوريا حاملا آلاف الصور، يظهر الكثير منها جثث معتقلين ماتوا في مراكز الاعتقال السورية. التقى فريق من محامين دوليين ونشطاء سوريين المنشق الملقب بـ “قيصر”، الذي قال إنه، بصفته مصور الطب الشرعي الرسمي للشرطة العسكرية، صوّر بنفسه جثث معتقلين وساعد في أرشفة آلاف مثلها.
التقطت هذه الصور، على ما يبدو، كإجراء روتيني لجهاز الأمن السوري لإعداد سجل صور فوتوغرافية لآلاف الذين ماتوا في المعتقلات منذ 2011، وكذلك عناصر قوات الأمن التي قتلت في هجمات المجموعات المعارضة المسلحة. الغرض الدقيق من الصور غير واضح. في مقابلة مع أحد الصحفيين، قال قيصر نفسه: “لطالما تساءلت” عن الهدف من ذلك. لكنه يرى أن “النظام يوثق كل شيء بحيث لا ينسى شيئا بالتالي، فإنه يوثق هذه الوفيات… في حال قام القضاة يوما ما بإعادة فتح القضايا، فإنه سيحتاج إليها”.
في الإجمال، طبقا لفريق الخبراء الدوليين الذي أعد التقرير الأول عن هذه المجموعة من الصور، هرّب قيصر أكثر من 50 ألف صورة من سوريا على أقراص ممغنطة وأقراص تخزين صغيرة حتى انشق.
عهد بهذه الصور إلى “الحركة الوطنية السورية”، وهي منظمة سياسية معارضة. شكل أعضاء الحركة “الجمعية السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي” (الجمعية السورية)، التي تسلمت ملفات هذه الصور. في مارس/آذار 2015، قدمت الحركة الوطنية السورية 53275 ملفا فريدا من نوعه لـ هيومن رايتس ووتش، قائلة إن هذه الملفات تمثل المجموعة الكاملة للبيانات التي جمعها قيصر. وقالت إن هذه الصور لم يطرأ عليها تغيير سوى إعادة التحجيم التي حدثت بفعل نقلها رقميا. وفقا لتواريخ الملفات، التقطت هذه الصور بين مايو/أيار 2011 وأغسطس/آب 2013، الشهر الذي انشق فيه قيصر.
للاطلاع على التقرير كاملاً يرجى زيارة الرابط.