إذا كان من باب المستحيل تأهيل الأسد لأسباب عديدة أهمها أنه غير قابل للتأهيل، ومنها أن تأهيله يعني استمرار الحرب وانتشارها وتوسع دائرة التطرف والارهاب في المنطقة بأكملها، وثالثا لأن قوى إقليمية كبرى على رأسها تركيا والمملكة العربية السعودية وجزءا كبيرا من أوروبة سوف ترى في مثل هذا العمل تهديدا مباشرا لاستقرارها ولمصالحها الاستراتيجية. ما يمكن أن يخشى منه هو مهادنة الأسد من قبل الولايات المتحدة مسايرة للايرانيين الذين تسعى بكل الوسائل لاستعادة دورهم إلى جانبها، وللتهرب من اي احتمالات تورط في نزاعات وحروب إقليمية أو دولية.
وهذا ما هو قائم منذ أشهر طويلة في الواقع. فقد سحبت الولايات المتحدة فرضية تعديل موازين القوى على الأرض السورية من التداول، ولم تعد تعتبر مساعدة مقاتلي الجيش الحر جزءا من استراتيجية إنهاء الحرب الدائرة هناك منذ أربع سنوات، وأصبحت أكثر اهتماما
بالتنسيق المباشر أو غير المباشر مع ما تبقى من قوى النظام لتشديد الضغط على داعش، وتخلت عن ملف الحل السياسي والمفاوضات السورية السورية لموسكو.
زحمة مبادرات على ساحة الصراع السوري
مع تحول الاهتمام الاقليمي والدولي نحو صعود دور الجماعات الجهادية، وفشل الاستراتيجيات الدولية في احتواء الازمات داخل حدود المنطقة بعد أن أخذت أعمال العنف تطال أهدافاً في أوربا وغيرها – مثل الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية، وتنامي موجات الهجرة عبر البحر الى اوربا، ومع انسدادا آفاق الحلّ السياسي في سورية بعد إخفاق مؤتمر جنيف 2 الذي عُقد في كانون الثاني/ يناير 2014 في تحقيق أيّ تقدم في مسيرة الحل، ووجود حالة استعصاء عسكري على الأرض، بدأت أطراف عربية و اقليمية ودولية بعضها يأخذ شكل مبادرات من منظمات غير حكومية، يروج لمخارج موقَّتة او حلول جزئية، او تسويات تحاول استثمار حالة الاحباط و اليأس من امكانية ايجاد نهاية سريعة للصراع في سورية لتكريس واقع ما عاد بالامكان استمراره و حتى لاعادة انتاج النظام